لقد كان اختيار الأمويين لمدينة دمشق كعاصمة للخلافة الإسلامية السبب الرئيسي في قيام الفن الإسلامي الأول وظهور الطراز الأموي وهو أولى مدارس الفن الإسلامي.
وكان لهذه الفترة الأثر العميق في تاريخ الإسلام، حيث بدأ فيها اتصال الثقافة الإسلامية بحضارة الدولة الرومانية المسيحية البيزنطية الموجودة في سوريا ومصر، وحضارة الفرس الموجودة في سوريا والعراق. وذلك لوقوع هذه البلاد وقت أن فتحها العرب تحت حكم الدولة الرومانية البيزنطية مما جعلها متأثرة بفنونها، كما كانت آثارها تحتفظ بالكثير من عناصر الفنون الهيلينستية والرومانية الوثنية. ولصلة هذه البلاد بإيران في فترة الحكم الروماني كان يوجد بها أيضا بعض أساليب الفن الساساني. وأصبحت اللغة العربية اللغة الرسمية في سوريا في حوالي عام 81هـ ، وفي مصر في عام 87هـ، واستخدمت أول عملة إسلامية في سوريا عام 77هـ وكانت تنقش بعبارات دعائية وباسم الحاكم.
العمارة :
لم يظهر الاتجاه إلى تشييد المساجد الضخمة والقصور الشامخة لحكام المسلمين إلا بعد أن انتقلت الخلافة الإسلامية من المدينة إلى دمشق، كما حرص نبي المسلمين نفسه على تجنب كل مظهر للبذخ والترف. فاتبع النبي محمد وخلفائة الأربعة الراشدون البساطة في العيش، وكانت مساكنهم بسيطة استخدمت فيها الخامات البدائية،كما اكتفوا بتشييد أماكن بسيطة للعبادة تقي فقط حاجة إقامة الشعائر الدينية، فمسجد المدينة كان ملحقا بدار الرسول كان عبارة عن مساحة مربعة
يحيط بها جدران من الطين والحجر، ويغطي جزء من سقفه بسعف النخيل المغطى بطبقة من الطين، ويرتكز هذا السقف عدد من جذوع النخيل. وكان الغرض الأول من إقامته هو جمع المصلين في مكان واحد متسع ليقفوا صفوفا في مواجهة الكعبة في مكة. استخدم المسلمون العرب بعض الكنائس التي وجدوها في سوريا كأمكنة للصلاة، كما قاموا بتحويل بعض القصور الفارسية في إيران إلى مساجد بالرغم ما وجدوا بها من أشكال حيوانية. أما في العراق ومصر فقام العرب بتأسيس مدن جديدة شيدوا فيها مساجد بسيطة، ففي جامع البصرة والكوفة اكتفى المسلمون بإحاطة قطعة الأرض بخندق محفور بدلا من الجدران وسقفوا جزءا منه بالخشب والجريد، وكان يحمل السقف أعمدة من جذوع النخيل أو من الأعمدة الحجرية التي جلبوها من الكنائس، أو من القصور التي وجدوها في إقليم الحيرة على حدود العراق، ولقد تكرر هذا التصميم البسيط في جامع عمرو الذي شيد في مدينة الفسطاط الجديدة عام(20هـ) واستخدم العرب هذه المساجد الأولى أيضا كرباطات لجنود المسلمين.
فلما تولى معاوية الخلافة رأى أن الأمر يتطلب تشييد مساجد لا تقل فخامة عن المعابد الوثنية والكنائس المسيحية، وأن تكون له قصور لا تقل روعة عن قصور بيزنطة. وعلى ذلك قامت في الدولة الإسلامية الجديدة حركة بناء نشطة ومن أهم مظاهر هذا النشاط المعماري مساجد فاخرة تتفق مع انتشار الدين الجديد، ولا تقل في فخامتها عن الكنائس البيزنطية. كما يشمل أيضا القصور والمساكن التي أقامها الحكام والأمراء الأمويون لسكانهم.ولقد استعان الأمويون في مشروعاتهم المعمارية بعمال سوريين مدربين، كما استقدموا أيضا العمال والفنيين المهرة من مختلف أقطار الإمبراطورية الإسلامية.
عمارة المساجد:
تطورت عمارة المساجد تطورا كبيرا في عهد الأمويين بعد مشاهدتهم ما ببلاد الشام من عمائر مسيحية. ولقد ظهر هذا التغير في فترة حكم الخليفة"عبدالملك" وازدهر في عهد خلفه"الوليد بن عبدالملك" وتظهر من تلك الفترة مساجد فخمة لاتزال قائمة حتى الآن أهمها "قبة الصخرة" و"المسجد الأقصى" و "المسجد الأموي بدمشق. كما أقيم في خارج الشام "جامع سيدي عقبة" في القيروان و "جامع الزيتونة" في تونس، ولقد قام الحكام بتجديد المساجد التي شيدت في عهد الخلفاء الراشدين وهي جامع المدينة وجامعا البصرة والكوفة بالعراق وجامع عمرو بمصر.
مسجد قبة الصخرة:
شيد في عهد "عبدالملك بن مروان" في عام72هـ . وهو يتميز بتصميم فريد لم يعرف من قبل في عمارة المساجد الإسلامية، كما لم يتكرر ظهوره مرة ثانية.
رابط البحث من هنـــــــــــــــــــــــــا
الفن الاســــــــــــــــــلامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق